Admin Admin
عدد الرسائل : 417 العمر : 41 نقاط : 12606 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 15/11/2008
| موضوع: لفروق الفردية Individual Differences الأحد 26 سبتمبر - 20:59:33 | |
| لفروق الفردية Individual Differences
هي الاختلافات الثابتة والدائمية، التي يمكن اعتمادها ظاهرة عامة في جميع الكائنات الحية، إذ ان لكل نوع من هذه الكائنات خصائصها المميزة، الذي يولّد في بعض الحالات صراعاً يكشف عن نوع من التنافس والسيطرة، وإذا ما انتقلنا إلى الإنسان وجدنا الفروق الفردية في أبرز صورها ومظاهرها، فروقاً في النوع الذي يوجد بين الصفات المختلفة مثل الطول والوزن، إذ يصعب المقارنة بينهم لعدم توافر وحدة قياس مشتركة، وفروقاً في الدرجة التي تحدث في الصفة الواحدة كالتفاوت بين الطول والقصر، وقد يكون مدى هذه الفروق كبيراً أو صغيراً حيث يتحدد المستوى عن طريق مقارنته بمتوسط المجموعة التي ينتمي إليها( ). فالفروق الفردية دالة من اسمها على موضوعها وهي الانحراف عن متوسط الجماعة في الصفات المختلفة ويضيق ويتسع مدى هذه الفروق في توزيع المستويات المختلفة من خلال المراحل العمرية والتدريب والتعلم( ). مما تقدم يتضح ان الاختلاف بين الأفراد في أكثر الصفات وبدرجات، على الرغم من الاشتراك في الخصائص العامة، وأصبح من المسلّم به ان لكل متعلم فرديته ومسيرة نموه وسرعة تطوره وقدراته، ناتجة عن المورثات التي ينفرد بها متأثرة ومؤثرة في البيئة المحيطة. أنواع الفروق الفردية
من المعروف إن ظاهرة الفروق الفردية ظاهرة عامة وطبيعية بين أفراد الجنس البشري وهي ظاهرة موجودة بين جميع الأفراد في الصفات التركيبية التكوينية البنائية والوظيفية، ويمكن تصنيف هذه الفروق وفقاً لمتغيرات العمر والجنس ولنوع الصفة ذاتها. ومن أهم الفروق التي يمكن قياسها ما يأتي( ): 1.الفروق في ذات الفرد: ويقاس هذا النوع لمقارنة السمات والخصائص في الفرد نفسه وذلك لمعرفة نواحي القوة والضعف فيه عن طريق مقارنة نتائجه في فترات زمنية نفترض حدوث التغيير فيها. 2.الفروق بين الأفراد: ويهدف قياس هذا النوع من الفروق إلى مقارنة الفرد بغيره من الأفراد للعمر الزمني نفسه أو البيئة في واحدة أو أكثر من النواحي الجسمية أو الحركية أو العقلية وغيرها لغرض تحديد مركزه النسبي، حتى يمكن تصنيف الأفراد إلى مستويات أو مجموعات متجانسة. 3.الفروق الجنسية( ): هناك فروق بين البنين والبنات في تركيب الجسم وأعضائه تتضح فيما يأتي: أ.فروق القياسات الجسمية. ب.الفروق الوظيفية. ج.الفروق في إفرازات الهرمونات. د.فروق في النمو والنضج. ه.الفروق النفسية. ويلاحظ التشابه في مقاييس أحجام الجسم بين البنين والبنات قبل مرحلة البلوغ، ثم تتغير وتختلف لكلا الجنسين خلال مرحلة المراهقة. ويمكن توصيف الفروق بين البنين والبنات خلال مراحل عمرية ثلاث هي( ): 1.(7-9) سنوات: وفيها يكون النمو الجسمي لكلا الجنسين متوازناً تقريباً، وقد تزيد قليلاً متوسطات الطول لدى البنين عن البنات. 2.(10-12) سنة: تظهر زيادة في النمو بالنسبة للبنات وخاصة بالنسبة لطول الجذع، أما بالنسبة لطول الرجلين فيكون النمو بمعدلات أقل من البنين، وكذلك بالنسبة لحجم اليدين والقدمين، وتظهر طفرة نمو الجسم بالنسبة للبنات في عمر (10-13) سنة، بينما يتأخر ظهورها بالنسبة للبنين فتحدث في عمر (12-15) سنة. 3.(14-18) سنة: تقل سرعة النمو لدى البنات حتى تتوقف تدريجياً خلال النصف الثاني من تلك الفترة، وتظهر طفرة النمو لدى البنين فتستمر لديهم معدلات الزيادة في طول الجسم ويبدو الفرق واضحاً بينهم وبين البنات خلال هذه المرحلة. إن الاختلاف في المواصفات بين البنين والبنات في مرحلة البلوغ تحدث نتيجة التغيرات في إفراز الغدد من الهرمونات، وهذه الظاهرة ينتج عنها زيادة كبيرة في عرض الكتفين وبسيطة في عرض الحوض عند البنين، في حين تكون الزيادة كبيرة في عرض الحوض وقليلة في عرض الكتفين عند البنات، وهذه التغيرات تؤثر في شكل الحركة لديهم( ). وبشكل عام يُلاحَظ ان نمو الجسم في الفئات العمرية (11-13) سنة عند البنات و (13-14) سنة عند البنين يكون بنمو العظام أسرع من نمو العضلات، لذلك يُلاحَظ نحافة جسم المراهق في أول المرحلة. ومعنى هذا النمو السريع استنفاذ سريع لطاقة الجسم، وحاجة المراهق إلى تعويضها بالغذاء الجيد والراحة والهواء( ).
الفروق الفردية في النمو والتعلم
من الأهمية معرفة الفروق الفردية ودراستها واكتشاف تفاصيلها في كل مرحلة من مراحل النمو والتعلم ليتسنى للمهتمين بالعملية التربوية معرفة استعداد الأفراد وحاجتهم في كل مرحلة( ). فالأفراد يسيرون في نفس خطوات عملية النمو منذ البداية أي يتبعون نمطاً متشابهاً، إلا انهم يختلفون عن البعض الآخر في سرعة نموهم، لذلك نلاحظ ان هناك أفراد بطيئو أو متأخرو النمو، وأفراد سريعو أو مبكرو النمو، حيث لا يعد العمر الزمني مؤشراً لمدى النمو البدني والحركي، فقد يصل الفرق بين الأفراد في عمر واحد إلى مقدار حوالي خمس سنوات من الناحية البيولوجية أو ما يطلق عليه العمر الفسيولوجي( ). وتظهر الفروق الفردية واضحة بين البنين والبنات كما في مراحل النمو الجسمي منها الطول، الوزن، محيط الكتف، محيط الورك وغيرها من القياسات الجسمية، وتتضح أكثر عند تعلم مهارة جديدة فنرى ان بعض المتعلمين متفوقون على أقرانهم ويعود ذلك إلى النضج (الاستعداد). وتظهر الفروق الفردية في الحالات الثابتة أو المستقرة للأفراد ولأول مرة قبل التعلم أو الدخول في الوحدات التعليمية. وتعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي تظهر فيها الفروق الفردية خاصة عند تعلم الفعاليات والألعاب الرياضية أو اكتساب المهارات، التي تختلف بين الأفراد وبين الجنسين في الفئة العمرية نفسها( ). وما يهمنا هنا في الفروق الفردية هو الاستعداد لاكتساب التعلم الحركي في الألعاب الرياضية. وبما ان العصر الحديث يتميز بالتنافس الشديد بين الدول والأفراد لتحقيق المزيد من التقدم في كافة المجالات ومنها المجال الرياضي حيث أصبحت التربية الرياضية تستند إلى حقائق ومبادئ علمية توضع مناهجها في ضوء معلومات منسقة مستندة إلى قوانين عامة ثابتة مبنية على نواحي علمية ونفسية واجتماعية وغيرها من أوجه النمو والتطور. إذ ان الأساس هو الارتباط بالقاعدة الجيدة لبناء الأفراد وإعدادهم منذ المراحل الأولى للتعلم( ). فالتعليم لا يعتمد على التلقين وملء الأذهان بالمعلومات، وإنما على عملية التنظيم وتوفير الظروف المساعدة لإحداث التغيرات المرغوبة في السلوك وعلى النحو الذي يكفل النمو المتكامل في جميع النواحي. الفروق الفردية في الأداء
من البديهي أن توجد فروق في الأداء بين الأفراد نتيجة للظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها الأفراد وهذه الفروق نسبية في مساحتها، فقد تكون فروق بسيطة جداً بحيث لا يمكن ملاحظتها أو انها واضحة جداً. ومن العوامل المؤثرة في حصـول هـذه الاختلافـات( ): 1.العمـــــر. 2.مستوى المهارة (المكتسبة من خلال النضج والتعلم). 3.المميزات أو الصفات الجسمية والميكانيكية والنفسية. 4.عوامل شخصية. فالحركات والأفعال البسيطة يمكن أن تؤدى بشكل متشابه من قبل الأفراد، ولكن الاختلاف يصبح أكثر وضوحاً في الأفعال الأكثر تعقيداً. إن الطبيعة الجسمية والعقلية والانفعالية للقائم بالفعل هي التي ستقرر مستوى الأداء. والفروق الفردية لا يمكن معرفتها وملاحظتها إلا من خلال القابليات عند أداء واجب أو وظيفة معينة لها نسبية من الاستقرار وهي ما تسمى بالقابلية، فهي عوامل وراثية محددة، ومن الأسس والمرتكزات التي يعتمد عليها الأداء وترتبط بالنمو والنضج وتساهم في استقرار الأداء، وبما انها موروثة فيصعب تغييرها بالتمرين، ولكن يمكن صقلها وبرمجتها( ). لذلك لابد من الأخذ بالاعتبار التفاوت بالمستوى في قابلية المتعلمين ومدى ملاءمة الاختبار للعمر والجنس، فالتمرين غير المناسب لعمر المتعلم يكون تأثيره سلبياً، وقد يكون التمرين الملائم للبنين غير ملائم للبنات، كذلك الفرد المتدرب ولديه خبرات حركية سابقة قد يناسبه تمرين ولكن لا يناسب المبتدئ، فلابد أن يكون الاختبار صادقاً من خلال مراعاة الفروق بين أفراد العينة لتمثل المجتمع الإحصائي تمثيلاً صادقاً. إن ظهور الاختلافات في الأداء الأول لا يمكن القياس عليه إذ لابد من ممارسة الأداء في حالات مستقرة وثابتة من خلال أداء مهارات مفتوحة ولعدة محاولات والتي يكون فيها المحيط ثابتاً(*)، ويصبح من السهل علينا ملاحظة الفروق الفردية في المهارات البسيطة وتحت تأثير متغيرات واضحة. وهنالك عدد من المفاهيم تساعد في الوصول إلى معرفة الفروق الفردية وهي( ): 1.فهم مبدأ الفروق بين الأفراد. 2.التعرف على طبيعة أسس القابليات الحركية وفهمها. 3.تصنيف التمارين والمهارات المطلوبة للتعلم من خلال التعرف على القابليات الحركية. 4.فهم طرق التعلم لمساعدة الأفراد الذين يواجهون مشاكل في الأداء. الاختبارات والعمليات الإحصائية لمعرفة الفروق الفردية
هناك عدة متغيرات للفروق الفردية، منها ما يمكن تحديدها وقياسها مباشرة، والأخرى عن طريق الاختبارات التجريبية وقياس معامل الارتباط والعلاقة بين الأفراد لقياس قوة العلاقة بين اختبارين أو أكثر، ويمكن الاستفادة منها في التطبيقات العملية( )، إذ يجب الأخذ بنظر الاعتبار الأمور الآتية عند إجراء الاختبار( ): 1. عدم الحكم على الفرد بالأداء غير الجيد في مهارة معينة، إذ كان أداءه منخفضاً في مهارة أخرى حتى في حالة وجود تشابه بين المهارتين، ذلك لأن كل مهارة تتطلب قابلية معينة. 2. إذا كان الاختلاف بسيطاً بين المهارتين وينجح الفرد في أداء إحداهما ربما يكون ناجحاً في أداء المهارة الأخرى. 3. تصميم تدريس وتدريب المحاولات لجعلها مؤثرة في التوصل إلى هدف تعلم المهارة. 4. التعرف على مستوى النضج (الاستعداد) في بعض مهارات لعبة التنس. فالاختبارات والقياسات هي في الواقع عبارة عن جمع المعلومات والحقائق العلمية والتي يمكن استخدامها لغرض تقييم حالة معينة لاتخاذ القرارات بشأنها( ). والغرض من دراسة الفروق الفردية بين الأفراد هو تفسير السلوك طبقاً للظروف والأحوال البيئية والبيولوجية المتغيرة، دراسة تحليلية مقارنة، إضافة إلى ربط الفروق بالعوامل اللازمة لتحديد أثر كل متغير في تطور سلوك الفرد( ). ومن قياس الفروق بين الأفراد تصبح لنا القدرة على إجراء المقارنة والتصنيف والترتيب وبالتالي اتخاذ القرار الحاسم فيما إذا كان هؤلاء الأفراد مختلفون تماماً أو انهم متشابهون( ). فعملية الكشف عن الفروق الفردية القائمة بين الناس تعتمد على تحديد الصفة التي نريد دراستها جسمية أو عقلية أو نفسية أو غيرها، ثم نقيس مدى التفوق أو الضعف في الصفة المقاسة، وعندما نحدد مستويات الأفراد في صفة ما فإننا نكون بذلك قد حددنا الفروق الفردية القائمة بينهم في تلك الصفة( )، ويتم ذلك باستخلاص متوسطات إحصائية ومنحنى توزيع طبيعي والتي تمثل نظرياً الدرجة المتوسطة لكل صفة في توزيعها على مختلف الأفراد في عمر معين( ). وبالإمكان حساب عدد الأفراد المتوسطين وعدد الأفراد المتقدمين والمتأخرين وبذلك نكتشف أهم خاصية من خواص الفروق عندما نجد ان المستوى المتوسط هو أكثر المستويات الأخرى أفراداً( ). وبذلك يتم تحديد مدى الفروق الفردية والدلالة الإحصائية لذلك المدى، وتفسيرها وضبطها والتنبؤ بمستقبل الأفراد ورسم الخطط للتعامل مع الأفراد أو الجماعات بموجبها. فالفروق الفردية أمر طبيعي وضروري في الحياة وتستثمر في تكامل الأداء والانسجام بين الأفراد.
| |
|